سيدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية
فلسطينيات يحكن أكبر ثوب مطرز
150 سيدة فلسطينية يشاركن في حياكة الثوب الذي سيصل طوله لـ31 مترا (الجزيرة نت)
عوض الرجوب-الخليل
أطلقت مجموعة مؤسسات شبابية فلسطينية بمدينة الخليل، جنوب الضفة الغربية مشروعا لتطريز أطول وأكبر ثوب شعبي على الإطلاق، تمهيدا لتسجيله في موسوعة غينيس للأرقام القياسية خلال أسابيع.
وتهدف المبادرة إلى حفظ التراث والثقافة الفلسطينية بطريقة خارجة عن المألوف، ويقوم على تنفيذها مجموعة من المتطوعات والمتطوعين من السيدات والشباب والشابات من أنحاء محافظة الخليل.
وكان نادي الطفل الفلسطيني أقام حفلا خاصا للإعلان عن إطلاق المشروع بحضور مسؤولين فلسطينيين وممثلين للجهات الممولة، ويتوقع القائمون على المشروع إنجازه قبل نهاية شهر رمضان القادم.
31 مترا
ويقول مصمم الثوب فراس دودين إن طول الثوب التراثي المطرّز لن يقل عن 31 مترا، حتى يدخل موسوعة غينيس، مرجحا أن يتم إنجازه والإعلان عنه خلال حفل ثقافي في ملعب رياضي بمدينة الخليل في غضون أسابيع.
وأوضح أنه تم اختيار التطريز ليمثل غالبية المحافظات الفلسطينية وخاصة الخليل وبيت لحم وغزة، موضحا أن ارتفاع "القَبّة" وهي في صدر الثوب يصل إلى ثمانية أمتار، فيما يصل عرضها إلى أربعة أمتار.
دودين: الثوب الفلسطيني المطرز يمتاز بالجمال والعراقة (الجزيرة نت)
وذكر أن القَبّة تحتوي على تصاميم النجمة الكنعانية الخاصة بمدينة بيت لحم وتشترك فيها مدن أخرى، إضافة إلى زخرف خيمة الباشا الخاص بالخليل، وزهر البرتقال الخاص بغزة، ورأس الحصان الذي كانت ترتديه زوجة القائد أثناء الحروب.
وقال للجزيرة نت إن 150 سيدة فلسطينية من مناطق متفرقة من الخليل يشاركن في تطريز الثوب، موضحاً أن إنجازه يحتاج إلى 1500 متر من القماش، و200 متر من الماركة (شبكات التطريز)، و1500 كرة من خيوط الحرير.
وقال إن أهمية الثوب الفلسطيني لا تكمن في دخوله موسوعة غينيس كأكبر ثوب في الحجم فقط، وإنما من حيث الجمال والعراقة. مشيراً إلى أن فلسطين عرفت التطريز مبكرا قبل الدول المجاورة وأوروبا التي لم تكن تعرف التطريز والزخرفة والألوان.
وبين أن الثوب الفلسطيني كان على الدوام جزءا من مراسم العرس الفلسطيني وتجهيزاته، وعاد مؤخرا ليستعيد مكانته في الأعراس، منوهاً بتميز الأزياء الفلسطينية إجمالا نظرا للطبيعة المحافظة للفلسطينيين.
وقال إن عودة المرأة الفلسطينية للثوب التراثي ظاهرة صحية، وتعكس معاناتها في ظل الاحتلال وسرقة الأرض، وكأنها تريد أن تبذل ما تستطيعه من أجل المحافظة على هويتها التراثية وحمايتها من الضياع.
ثوب من التراث لطفلة فلسطينية (الجزيرة نت)
مشروع شبابي
وبدورها تقول منسقة الشباب والبرامج في نادي بيت الطفل الفلسطيني نيفين القيسي إن الفكرة أطلقتها مجموعة من الشباب وتهدف في النهاية إلى تطريز ثوب شعبي تراثي يدخل موسوعة غينيس للأرقام القياسية.
وأضافت في حديثها للجزيرة نت أن عشرات الشبان المتطوعين يشاركون في أعمال المتابعة لإنجاز الفكرة وتوفير الاحتياجات اللازمة لعشرات السيدات من المشاركات في التطريز في أماكن وجودهن.
وأوضحت أن كل سيدة أُعطيت قطعة من القماش بطول مترو احد، إضافة إلى جميع الاحتياجات من الحرير والماركة لتقوم بخياطتها وتطريزها وفق توجيه المصمم الخاص للثوب على أن يتم جمعها لاحقا وخياطتها في ثوب واحد.
وذكرت أن الهدف من المشروع في النهاية هو توثيق التراث الفلسطيني بطريقة مختلفة وبمبادرة شبابية، مشيرة إلى إتمام المراسلات مع القائمين على موسوعة غينيس للأرقام القياسية، تمهيدا لتسجيله في الموسوعة وفق المعايير المطلوبة.
كما أشارت القيسي إلى أن المشروع يتم بإشراف مركز مصادر التنمية الشبابية لصالح نادي الطفل الفلسطيني، وبتمويل يبلغ نحو 50 ألف دولار من الوكالة الأميركية للتنمية ومشروع رواد الشبابي